في أوّل أيّارَ
سعدي يوسف
في أوّل أيّارَ، دخلتُ السجنَ الرسميَّ
وسجّلَني الضبّاطُ الملَكيّونَ، شيوعيّاً
حوكِمْتُ –كما يَلْزَمُ في تلك الأيّام –
وكان قميصي أسودَ ذا ربطة عنقٍ صفراءَ
خرجتُ من القاعةِ تتبعني صفَعاتُ الحُرّاس
وسُخْريةُ الحاكمِ،
لي امرأةٌ أعشقُها
وكتابٌ من ورقِ النخلِ كتبتُ به الأسماءَ الأولى
شاهدتُ مراكزَ توقيفٍ يملؤها القملُ
وأُخرى يملؤها الرملُ
وأخرى فارغةً إلَّا من وجهي .
*
يومَ انتهَينا إلى السجنِ الذي ما انتهى
وصّيتُ نفسي وقلتُ المشتهى ما انتهى
يا واصلَ الأهلِ خَبِّرْهم وقُلْ ما انتهى
الليلَ بِتْنا هنا ، والصبح في بغداد