عقبة نيوز
موقع إعلامي يمني جنوبي، يُعنى بمختلف شؤون الواقع المحلي الجنوبي بوجه خاص، والشأن العربي والدولي عامة.

المبادرة الفرنسية الفرصة الأخيرة لإنقاذ.. الحريري..!

عقبة نيوز – متابعات

فجأة عاد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ليتصدر قائمة المرشحين لترؤس الحكومة المقبلة في لبنان. الرجل الذي أكد مراراً وتكراراً أنه خارج السباق للعودة إلى رئاسة الحكومة أطل قبل أيام في مقابلة تلفزيونية أعدت حصراً لغاية إعلان نيته العودة.

الحريري الإبن الذي خسر الكثير من أوراقه الداخلية والخارجية، لم يجد مخرجاً لازمته الشعبية والمتعلقة بزعامته للشارع السني في لبنان إلا رئاسة الحكومة التي أعلن استقالته منها كهدية للشعب اللبناني كما قال بعد احتجاجات تشرين العام الماضي. واليوم بات الكثيرون مقتنعين بأن مرحلة تكليف مصطفى أديب كانت مرحلة تجربة بالنسبة للحريري، والمقصود هنا المبادرة الفرنسية.

لعب نادي رؤساء الحكومة (والذي كان الحريري عضواً فيه) دوراً أساسياً في عملية التشكيل التي تكلف بها أديب. وفي الأيام الأخيرة من مرحلة تكليف أديب بدأ الحريري يأخذ مساراً متمايزاً عن موقف نادي الرؤساء وتحديداً في مسألة قبوله إعطاء وزارة المالية لشخصية شيعية.

هذا التمايز في الموقف كان جزءاً من التجربة التي خاضها الحريري حيال المبادرة الفرنسية والتي شكلت وتشكل فرصة ذهبية بالنسبة له لترسيخ إسمه في الحقبة الجديدة التي من المفترض أن تؤسس لها المبادرة التي طرحها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لعوامل عدة:

أولاً:

خسر الحريري أوراقاً عديدة في المرحلة الماضية. خارجياً لم يعد ضمن الخيارات السعودية في لبنان خاصة بعد أزمة اختطافه من قبل محمد بن سلمان إضافة إلى ما يحكى عن وضع إبن سمان يده على شركة “سعودي اوجيه” التي أسسها الحريري الأب وبالتالي حرمانه من مصدر دخل كبير جداً.

أما داخلياً لا يمكن إغفال الاختلافات الواضحة بين الحريري وحلفائه من (14 اذار) لاسيما الكتائب والقوات، إضافة إلى مواقف بعض المحسوبين على الحريري التي تخطت حدود المتعارف عليه في الخصومات السياسية اللبنانية، وهو ما لا يريده الحريري الذي يسعى للحفاظ على “خط للرجعة” مع كل الأحزاب اللبنانية بما فيها حزب الله وحركة أمل.

ثانياً:

يريد الحريري أن يكتسب تأييداً دولياً من خلال المبادرة الفرنسية، وهذا ما أظهره كلامه يوم الإثنين بعد زيارته لرئيس الجمهورية ميشال عون (الذي لطالما هاجم الحريري تياره ووزير الخارجية السابق جبران باسيل المحسوب على عون). الحريري قال إن المبادرة الفرنسية هي الأمل الأخير للبنان وأنه في حال ما يزال التوافق بين الأحزاب اللبنانية على قبول المبادرة فإن ماكرون سيدعم لبنان ويخرجه من أزمته ويحشد التأييد الدولي له.

هذا الكلام يعني أنه في حال حصل الحريري على إلتزام من الأحزاب اللبنانية بالمبادرة الفرنسية فإنه سيقبل العودة لرئاسة الحكومة علناً بعد أن روج لها ضمناً، وبالتالي سيعود بصورة المنقذ المدعوم فرنسياً ودولياً وأيضاً عربياً وإن لم تؤيده السعودية.

ثالثاً:

من خلال تجربة الحريري مع مرحلة مصطفى أديب أدرك أنه لا مناص من التعامل مع حزب الله وحركة أمل في موضوع الحكومة، ولا يمكن لأحد إلغاء هذين القوتين الاساسيتين في لبنان. ومن هنا جاء كلام الحريري ورسالة الطمأنة التي أرسلها لحزب الله وحركة أمل بأنها حكومة اختصاصيين بحسب ما جاء في المبادرة الفرنسية لن تكون إلا لأشهر محدودة، وفي هذا رسالة بأنه سيقبل بحكومة اختصاصيين سياسية فيما بعد.

منذ البداية تمسك حزب الله وحركة أمل بالحريري حتى بعد استقالته. لكن الأخير تصرف تحت ضغوطات خارجية وعوامل إقليمية ودولية جعلته يرفض هذا التمسك فيه. أما الآن فإن أي عودة للحريري الى الحكومة يجب أن تمر بمسارين لا مسار ثالث لهما، الأول التمسك بالمبادرة الفرنسية لإنقاذ تاريخه وحياته السياسية برمتها ربما، والثاني الاقتناع بالتعامل مع حزب الله وحركة أمل وباقي القوى السياسية لتسهيل عودته لرئاسة الحكومة.

المصدر: العالم

 

قد يعجبك ايضا