عقبة نيوز
موقع إعلامي يمني جنوبي، يُعنى بمختلف شؤون الواقع المحلي الجنوبي بوجه خاص، والشأن العربي والدولي عامة.

تكمل الحرب عامها الرابع ويتراكم حصادها المر الدامي!!  

ــــــــــــــــــــــ سنة خامسة حرب .. 1 ـــــــــــــــــــــــــــ

قلة من اليمنيين الجنوبيين من أدركوا وسموا الأشياء بمسمياتها الصحيحة. فمنذ الطلقة والطلعة الأولى لطيران التحالف لقصف اليمن عموماً، والجنوب خصوصاً، وعدن تحديداً، كان رأي تلك القلة -وكاتب هذه السطور أحدهم- أن هذا عدوان واضح…

كتب: توفيق الحسني

 

قلة من اليمنيين الجنوبيين من أدركوا وسموا الأشياء بمسمياتها الصحيحة. فمنذ الطلقة والطلعة الأولى لطيران التحالف لقصف اليمن عموماً، والجنوب خصوصاً، وعدن تحديداً، كان رأي تلك القلة -وكاتب هذه السطور أحدهم- أن هذا عدوان واضح وصريح. وحين وطأت قواتهم أرض الجنوب قلنا أن ذلك احتلال لا يمكن تغطيته بكل الحجج التي يسوقها مؤيدو تحالف الشر والعدوان والاحتلال ومرتزقته.

كان الأكثرية من أبناء جنوب اليمن الواقعين تحت وطأة التعبئة الإعلامية لدول تحالف العدوان ومرتزقته في الداخل يهللون مع كل قصف لطيران العدوان وهو يدمر منازل المواطنين من سكان عدن وضواحيها أو المنشآت الحكومية وغيرها من البنى التحتية، ويطالبون بالمزيد متطوعين بتسمية الأماكن التي يجب على طيران العدوان دكها وقصفها. وتحولت صفحات التواصل الاجتماعي “السوشيال ميديا” إلى جحيم لا يُطاق للتحريض على كل من يختلف معهم في الرأي إزاء ما يحدث ليس كأشخاص وحسب؛ بل حتى أماكن سكن هؤلاء ومتاجرهم إن كانوا تجاراً لم تسلم من التحريض عليها ومطالبة طيران العدوان بقصفها وتسويتها بالأرض. وهو ما حدث فعلاً وراح ضحيته ابرياء كثر. وكلما ازدادت وتيرة القصف والدمار وتناثرت الأشلاء والدماء، ارتفعت أصوات هؤلاء مكبرين مهللين شاكرين بإسرافٍ لسلمان ونجله وزايد وأولاده! وحين نذكرهم بأن حجم الخراب والدمار الذي يحدث لعدن وضواحيها كبير جداً، وأن استمرار قصف العدوان الأعمى على هذه الوتيرة لن يترك في عدن حجراً على حجر، كانوا يردون بالقول: سلمان سيعمرها وأولاد زايد؛ وأن عدن ستكون دبي ثانية!!

سنوات أربع انقضت ولم يُعمر التحالف حجراً مما دمرته بارجاته وطائراته في عدن وضواحيها، ولم ولن تكون عدن دبي ثانية لأن حكام التحالف “السعودية والإمارات” لن يسمحوا ليس فقط لعدن بأن تكون دبي ثانية؛ بل لن يسمحوا -إن كان الأمر بيدهم- لليمن عموماً بالتنمية والتطور والبناء والنهوض مما هو فيه لأن مصلحتهم تكمن في يمن مفكك ضعيف تعصف به الصراعات وتمزقه حروبه الداخلية التي لا تنتهي، والتحالف سيكون هو الممول لها بكرم لا يُضاهى.

سنوات أربع بددت حالة الإنكار للشاكرين الذاكرين لسلمان ونجله وأولاد زايد، وهم يرون مدينتهم عدن وكل ما يُطلق عليه “المناطق المحررة” تمضي قدماً من سيئ إلى أسوأ حتى مما كانت عليه إبان الحرب؛ إذ انتشرت واستشرت الجريمة بكل أنواعها، من قتل واغتيال وسرقة ونهب وسلب وخطف واغتصاب وتجارة مخدرات لا عهد لعدن واليمن عموماً بها من قبل، وسجون سرية وعلنية وما يحدث فيها من أهوال وثقته التقارير الحقوقية الدولية وأغلب نزلائها ممن كانوا يقاتلون في صف التحالف. كل ذلك يحدث وأكثر ولا توجد في الأفق بادرة أمل بتحسن الأوضاع.

خلال الأعوام الأربعة المنصرمة من العدوان والاحتلال لجزء من اليمن، عمل تحالف العدوان على ترسيخ وجوده على الأرض ليحقق أطماعه في اليمن التي خاض الحرب لأجل تحقيقها. ولكي يتسنى له ذلك فعل كما يفعل المحتلون في كل زمان ومكان بانتهاج سياسة فرق تسد الخبيثة ومضى -الإمارات تحديداً- على خطى الاستعمار البريطاني للجنوب اليمني مع بعض الاختلاف الذي تفرضه المصالح واختلاف الزمان أيضاً.

(يتبع)

قد يعجبك ايضا